قد ترد إلى ذهنك العديد من الأفكار بمجرد النظر إلى هذه السيدان الكلاسيكية من مرسيدس، إلا أن سيرها بسرعة عالية وتمتعها بأداء مثير، من الأفكار التي يستحيل أن تخطر على بالك عندها. ولكن في حال قمت بفتح غطاء المحرك لـ 300 SEL 6.3 والنظر إلى محركها، فستدرك بأنك أمام لامبورغيني كلاسيكية متنكرة بجسم مرسيدس!
وولدت هذه النجمة الثلاثية بالمصادفة تقريباً، وتعود قصتها إلى المهندس إيرك فاكسنبرغر الذي سئم من صحافة السيارات الألمانية في الستينيات من القرن الماضي، والتي ما دأبت وصفه بصانع السيارات الملائمة للعجائز. لذا عقد العزم على تغيير هذه السمعة مع قضائه لساعات إضافية في مصنع شيندلفينجن، وكان له ما أراد مع جلبه للفئة S ووضعه لقلب 600 ليموزين النابض بالقوة في حجرة محرك الأولى.
وبالمقارنة مع الفئة S الأساسية حينها، كانت تتوفر بمحركات تصل قوتها في أفضل الأحوال إلى 130 حصاناً. ولا شك بأنها كانت أبعد ما يكون عن الأداء الرياضي إلى أن غير إيرك فاكسنبرغر تلك الصورة كلياً مع فئة 300 SEL 6.3 التي زخرت بقوة 300 حصاناً مع 588 نيوتن متر للعزم. وهذا ما منحها تسارعاً من 0 إلى 100 كلم/س في غضون 6.5 ثانية... هل هذا الرقم كثير؟ أنه أكثر بكثير من مثير بالنسبة إلى سيدان ظهرت في العام 1968. فبالمقارنة مع معايير تلك الأيام، يعتبر شيئاً غير مسبوق تقريباً...
وما ميز 300 SEL 6.3 هو عدم تخليها عن أي من سمات الفخامة التي طبعت الفئة الأساسية لصالح القوة. فحافظت على أنظمة التعليق الهوائية، المكابح المهواة في كافة العجلات، علبة التروس الأوتوماتيكية الرباعية النسب والسلسة الأداء، النوافذ الكهربائية والمقود المعزز وغير ذلك. ولم تختلف شكلياً عن 300 SEL إلا بوجود الرقمين السحريين 6.3، كما أنها حققت نجاحاً كبيراً سواء على الصعيد التجاري أو الدعائي مع تكوينها لصورة براقة للنجمة الثلاثية أضافت إلى طابعها الفاخر نكهة رياضية.
وجرى إنتاج 6,526 وحدة ما بين العامين 1968 و1972، منها أول 100 وحدة مصنوعة يدوياً. ومن الصعب هذه الأيام العثور على نسخة من 6.3، وفي حال حالفكم الحظ عليكم تحضير مبلغ قد لا يقل عن 250 ألف ريال للنسخة التي تتمتع بحالة فنية جيدة.